اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42
الوحي
في شيء، وإنما هو أمر كان عادياً للعرب، ووقع في ذكر أحوال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم من نوع ذكر أحواله التي هي
عادة وجبلة، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل، فإنه a إنما بعث ليعلمنا الشرائع، ولم
يُبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات. وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع،
فقال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم...)؛ فلا ينبغي أن يُحمل شيء من الطب الذي وقع في
الأحاديث المنقولة على أنه مشروع، فليس هناك ما يدل عليه، اللهم إذا استعمل على
جهة التبرك وصدق القصد الإيماني، فيكون له أثر عظيم النفع، وليس ذلك في الطب
المزاجي)[1]
وقال
آخر: (أما أحواله a في
أمور الدنيا؛ فنحن نسبرها على أسلوبها المتقدم بالعقد والقول والفعل؛ أما العقد
منها، فقد يعتقد في أمور الدنيا الشيء على وجه ويظهر خلافه، أو يكون منه على شك أو
ظن بخلاف أمور الشرع - ثم ذكر حديث تأبير النخل - ثم قال: وهذا على ما قررناه فيما
قاله من قبل نفسه في أمور الدنيا وظنه من أحوالها لا ما قاله من قبل نفسه واجتهاده
في شرع شرعه وسنة سنها.. فمثل هذا وأشباهه من أمور الدنيا التي لا مدخل فيها لعلم
ديانة، ولا اعتقادها ولا تعليمها، يجوز عليه فيها ما ذكرناه، إذ ليس في هذا كله
نقيصة ولا محطة، وإنما هي أمور اعتيادية يعرفها من جربها وجعلها همه وشغل نفسه
بها، والنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم مشحون
القلب بمعرفة الربوبية، ملآن الجوانح بعلوم الشريعة، مقيد البال بمصالح الأمة الدينية
والدنيوية)[2]
وغيرها
من الأقوال الكثيرة التي ألغي بها القرآن الكريم تعلقا بالحديث الذي يسمونه حديث
[تأبير النخل]، والذين محوا به كل ما ورد في القرآن الكريم من أنك لا