اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
فهل
يعقل هذا، وهل يعقل أن تكون أول نصيحة تقدمها للفلاحين نصيحة تضر بهم، وبمنتوجهم
الذي يعتمدون عليه في حياتهم؟
لقد
راح كل أولئك يتعلقون بهذه الرواية المدسوسة عنك، ليشيعوا بين الناس مسلمهم وغير
مسلمهم، بأن علومك غير المرتبطة بالشريعة، هي نفس علوم قومك، وأن الأخطاء التي
كانت لديهم، كانت لديك.
لقد
قال بعض المعاصرين يذكر ذلك، ولا يستحيي منه: (لا يجب أن يكون اعتقاده a في أمور الدنيا مطابقا للواقع،
بل قد يقع الخطأ في ذلك الاعتقاد قليلا أو كثيرا، بل قد يصيب غيره حيث يخطئ هو a.. وليس في ذلك حطّ من منصبه
العظيم الذي أكرمه الله به؛ لأن منصب النبوة مُنصب على العلم بالأمور الدينية: من
الاعتقاد في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومن الأمور الشرعية. أما إن
اعتقد دواء معينا يشفي من مرض معين، فإذا هو لا يشفي منه، أو أن تدبيرا زراعيا أو
تجاريا أو صناعيا يؤدي إلى هدف معين، فإذا هو لا يؤدي إليه، أو يؤدي إلى عكسه، أو
أن تدبيرا عسكريا أو إداريا سينتج مصلحة معينة، أو يدفع ضررا معينا، فإذا هو لا
يفعل، فإن ذلك الاعتقاد لا دخل له بالنبوة، بل هو يعتقده من حيث هو إنسان، له
تجاربه الشخصية، وتأثراته بما سبق من الحوادث، وما سمع أو رأى من غيره؛ مما أدى
إلى نتائج معينة. فكل ذلك يؤدي إلى أن يعتقد كما يعتقد غيره من البشر، ثم قد ينكشف
الغطاء فإذا الأمر على خلاف ما ظن أو اعتقد)[1]
وقال
آخر، وهو من القدامى، يتهم ما جاءت به الروايات عنك في حفظ الصحة، والنصائح
العظيمة المرتبطة بها: (الطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من
[1] انظر ملفا بعنوان [الطب
النبوي.. رؤى نقدية أحاديث “الطب
النبوي”.. هل يُحتج بها] على
إسلام أون لاين وغيره من المواقع.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41