اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
للتعرف
على كل تلك التفاصيل التي أدت إليها.
وهكذا
يمكن أن يكتفي من يريد أن يصل إلى حقائق علم الفلك جميعا، بعيدا عن كل الأوهام
التي تسربت إليها عبر التاريخ أن يشاهد فلما واحدا يريه المجرات والنجوم والكواكب
وغيرها.. ليبز بعلمه حينها كل من مر في التاريخ، وهو متعلق بأوهام كثيرة.
فإذا
كان هذا حال من يشاهد فلما.. فكيف بمن كان قلبه مرآة ومرصدا يرى الكون والإنسان
والمجتمع وكل شيء كما هو بالفعل، لا كما يوصف له.. وهل يحتاج المبصر لشرح أو توضيح
أو إطالة تفصيل.. وهل الخبر كالعيان؟
ليت
الأمر توقف عند هؤلاء.. بل إن بعضهم ممن يزعمون أنهم يعرفوك، راحوا يشكلون على هذا
الوصف فيك.. ويضربون جميع تلك الآيات القرآنية، والأحاديث القطعية، بحديث وضعه
أعداؤك الذي آلمهم ألا تكون مثلهم في جهلهم وضلالهم، حيث رووا أنك لما قدمت
المدينة، وجدتهم يلقحون النخل، فقلت: (ما تصنعون؟) قالوا: كنا نصنعه، فقلت: (لعلكم
لو لم تفعلوا كان خيرا)، فتركوه، فتأثرت محاصيلهم لذلك، فذكروا ذلك لك، فقلت: (إنما
أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا
بشر)[1]
ولم
يكتفوا ـ لجهلهم ـ بهذه الرواية، بل عضدوها بالروايات الكثيرة، وذكروا أن الحادثة
متعددة، أي أنك مررت على ناس متعددين، وأخبرتهم جميعا بأن التأبير لا منفعة فيه..
ثم تبين للجميع أن أخذهم بنصيحتك أضر بهم، فكنت أنت سبب ما حصل لهم ولمحاصيلهم،
وفي أول دخولك للمدينة.