اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 39
أن
تبين ما لا تعلم تفاصيل علومه؟
وما
دمت كذلك ـ سيدي ـ وما دام القرآن الكريم حاويا لأصول علوم كل شيء، كما قال تعالى:﴿
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل: 89)، فأنت ـ بلا شك ولا ريب ـ تحمل
فروع تلك الأصول، وحقائق تلك المعاني، وتفسير تلك المجملات.
لقد
غابت كل هذه الحقائق عن المستغرقين في عوالم أنفسهم الأمارة بالسوء؛ فراحوا
يتوهمون أن قابليتك للعلوم تشبه قابليتهم، وأن قدرتهم المحدودة تشبه قدرتك.. وأنك
لذلك لست بتلك الأوصاف التي وصفك بها ربك، أو وصفت بها نفسك.
وقد
دعاهم إلى هذا ما يرونه من العلوم الكثيرة.. والتي ألفت فيها آلاف.. بل عشرات
الآلاف من المراجع الضخمة.. وقد جعلهم ذلك يتوهمون أنهم إن نسبوا لك ما ذكره
القرآن الكريم عنك من الرسوخ في العلم؛ فإن ذلك يستدعي أن تكون حافظا لكل تلك
المراجع..
ما
أعظم وهمهم ـ سيدي ـ فتلك المراجع الكثيرة يمكن تلخيص ما يفيد منها في كلمات
معدودات.. هم يرون ذلك.. ويعلمون أن كل العلوم، وعلى مدار تاريخها الطويل،
والممتلئ بالكثير من الأوهام، تخرج بقوانين ونظريات محدودة، تعبر عنها بكلمات أو
رموز معدودة.
هم
يعلمون أن المعادلة التي تنص على العلاقة بين كتلة جسيم وطاقته، والتي تعتبر الطاقة
مساوية للكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء.. كتب من أجل الوصول إليها آلاف الأوراق،
وبذل من الجهود ـ طيلة تاريخ البشرية ـ ما بذل من أجل التحقق منها.. ولم يكن ذلك
في علم واحد.. بل في علوم كثيرة.. ولهذا فإن من وصل إليها لن يكون مضطرا
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 39