responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

تنطق عن الهوى، وكل معارفك وعلومك لدنية.

ولو أنهم اكتفوا بقراءة قوله تعالى في حقك: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]، لعلموا أن هذه الآيات وحدها كافية لتكذيب كل رواية تخالفها، لكنهم لا يرجعون للقرآن، بل ينسخون معانيه بما يصلهم من الروايات التي دسوها عليك، حتى يقللوا من شأنك.

ولو أنهم رجعوا إلى الأحاديث التي يعتبرونها نفسها، لوجدوا الحقيقة، وعلموا أنه يستحيل عليك أن تقول شيئا يخالفه الواقع، وكيف يكون ذلك، وهل ذلك إلا الكذب المحض؟

لو أنهم ـ يا سيدي يا رسول الله ـ رجعوا لتلك الرواية التي حدث بها عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء؟ ورسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: (اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)[1]

هل رأيت سيدي المصدر الذي أخذوا منه ذلك الموقف، إنها قريش التي استكبرت عليك، وعادتك، وبعد أن رأت انتصاراتك المتوالية، لم تجد إلا أن تتبعك، وفي قلبها كل تلك الأحقاد عليك؟

لا نملك ـ يا سيدي يا رسول الله ـ إلا أن نحزن على تلك العقول التي لم تعرفك.. والتي امتلأت بالأوهام والجهل الذي حجبها عن أن تستوعب فضل الله عليك..


[1] رواه أبو داود.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست