اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
وهم
من هم.. فإذا كان هذا عظمة العلم الذي لقن لآدم عليه السلام، فكيف بالعلم الذي لقن
لك يا سيدي يا رسول الله؟
وكيف
لا تكون كذلك، وقد أخبر الله تعالى أنه علم إبراهيم عليه السلام علوم الكون، وأراه
حقائقها عيانا لا تلقينا، فقال: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75]
فهذه
الآية الكريمة تشير إلى أن علوم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام علوم رؤية ومشاهدة،
وليست علوم تلقين.. لذلك لا يعتريها الخطأ، ولا يصيبها الوهم، ولا يدركها القصور..
فهل يمكن أن يكون ذلك لإبراهيم عليه السلام، ثم لا يكون لك، وأنت سيد الأنبياء
جميعا، بل سيد الخلق جميعا؟
وهل
يمكن أن يحصل ذلك، وقد أخبر الله تعالى أن من هم دونك بكثير، ومن هم دون إبراهيم
عليه السلام، وغيره من الأنبياء، ومن الذين أوتوا بعض علم الكتاب، استطاعوا أن
يقهروا كل القوانين الكونية التي نعرفها، وأن يطلعوا على القوانين الخفية فيها،
ويستخدموها، فقال عن صاحب سليمان عليه السلام: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ
عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ﴾ [النمل: 40] فإذا كان هذا علم صاحب من أصحاب سليمان عليه السلام،
وهو علم مرتبط ببعض الكتاب، فكيف بعلمك يا سيدي يا رسول الله، وهو علم بكل الكتاب؟
وهل
يمكن أن يحصل ذلك، وقد أخبر الله تعالى أن مصدر علمك لدني، وأنك لا تحتاج إلى
أستاذ من البشر، يلقنك الحقيقة والأوهام المرتبطة بها، قال تعالى ـ يذكرك ـ:
﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا
لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء:
113]؟
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36