responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 331

فقال: يا رسول الله أعطني، فإني فاديت نفسي، وفاديت عقيلا، فقال: (خذ) فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله مر بعضهم يرفعه إلي قال: (لا)، قال: فارفعه أنت، قال: (لا أستطيع)، ثم نثر منه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله: مر بعضهم يرفعه علي، قال: (لا)، قال: فارفعه أنت، قال: (لا) ثم نثر منه فاحتمله، فألقاه على كاهله، فانطلق فما زال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبا منه، فما قام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وثم منها درهم) [1]

ولم تكن تكتفي بكل ذلك ـ سيدي ـ بل كنت تعطي كل من سألك، ولو علمت أنه لم يفعل ذلك عن حاجة، وإنما لما اشتهر من جودك وكرمك، وقد حدث أبو سعيد قال: دخل رجلان على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يسألانه عن ثمن بعير فأعانهما بدينارين، فخرجا من عنده، فلقيا عمر، فأثنيا خيرا، وقالا معروفا، وشكرا ما صنع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بهما، فدخل عمر على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فأخبره بما قالا، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (لكن فلانا أعطيته ما بين العشرة والمائة فلم يقل ذلك، إن أحدهم يسألني، فينطلق بمسألته يتأبطها، وما هي إلا نار)، فقال عمر: يا رسول الله، فلم تعطهم ما هو نار؟ فقال: (يأبون إلا أن يسألوني ويأبي الله لي البخل) [2]

وذكر في حديث آخر أن ناسا من الأنصار سألوك، فأعطيتهم، ثم سألوك، فأعطيتهم، ثم قلت: (ما يكون عندي من خير، فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير، وأوسع من


[1] رواه البخاري

[2] رواه ابن أبي الدنيا وغيره.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست