responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332

الصبر) [1]

وحدث جبير بن مطعم أنه بينما كان معك مقبلا من حنين علقت بك الأعراب يسألونك، حتى اضطروك إلى سمرة فخطفت رداءك، فوقفت، وقلت لهم: (أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمته عليكم لا بخيلا، ولا كذابا، ولا جبانا) [2]

وحدث أنس أنك عام حنين سألك الناس، فأعطيتهم من البقر والغنم والإبل، حتى لم يبق من ذلك شئ فقلت: (ماذا تريدون؟ أتريدون أن تبخلوني؟ فوالله ما أنا ببخيل، ولا جبان، ولا كذوب)، فجذبوا ثوبك حتى بدت رقبتك[3].

وحدث سهل بن سعد قال: حكيت لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم حلة أنمار صوف أسود، فجعل حاشيتها بيضاء، وقام فيها إلى أصحابه، فضرب بيده إلى فخذه فقال: (ألا ترون إلى هذه ما أحسنها!) فقال أعرابي: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هبها لي، وكان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لا يسأل شيئا أبدا فيقول: لا، فقال: (نعم)، فأعطاه الجبة[4].

ولم يقف كرمك ـ سيدي ـ بهذا الحد، بل كنت في حال عدم قدرتك على العطاء تتكلف كل السبل لترضي من سألك، حتى لا يذهب إلا راضيا، وقد حدث عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فقال: ما عندي شئ أعطيك، ولكن استقرض، حتى يأتينا شئ فنعطيك، فقال عمر: ما كلفك الله هذا، أعطيت ما عندك، فإذا لم يكن عندك فلا تكلف، فكره رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ذلك، حتى عرف في وجهه، فقال الرجل: يا رسول الله، بأبي وأمي


[1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

[2] رواه البخاري.

[3] رواه ابن الأعرابي.

[4] رواه الطبري.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست