responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 329

رسول الله لا أشتهيه، قال: (لكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة لم أذق طعاما، ولم أجده، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يحبون رزق سنتهم ويضعفون؟ قال: فو الله ما برحنا، ولا زمنا حتى نزلت: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (العنكبوت:60)، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (لم يأمرني بكنز الدنيا، ولا اتباع الشهوات، فمن كنز دنياه يريد بها حياة باقية، فإن الحياة بيد الله، ألا وإني لا أكنز دينارا، ولا درهما، ولا أخبئ رزقا لغد) [1]

وهكذا كنت ـ سيدي ـ لا تحتفظ بشيء من المال لنفسك، بل كنت تقدمه جميعا في سبيل الله، ولا تحتفظ لنفسك إلا بمقدار حاجتها المحدودة جدا، وقد روي أنكم ذبحتم شاة، فرآها بعض الفقراء، فرحت تأمر أهلك بتقديمها لهم، ثم سألتهم: ما بقي منها؟، فقالوا: ما بقي منها إلا كتفها، فقلت: (بقي كلُّها غير كتفها) [2]

وقد كان ذلك الخلق العظيم سببا في إسلام من لم تبهرهم المعجزات الواضحات.. لكنهم عندما رأوا يديك المرسلتين بالعطاء، مع حاجتك الشديدة، عرفوا أنك لست طالب دنيا، وأنه لا يمكن لكاذب أن يحمل أوصافك.

لقد ذكر الإمام علي ذلك قال: (كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إذا سئل عن شيء، فأراد أن يفعله قال: (نعم) وإن أراد ألا يفعله سكت، وكان لا يقول لشيء لا) [3]


[1] رواه أبو بكر الحميدي.

[2] رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح.

[3] رواه الخرائطي، والطبراني، و المراد من عدم قوله: (لا) ما يفهم منها عدم الإعطاء مع القدرة عليه، أما إذا كانت من باب الاعتذار، فلا حرج في ذلك، وقد قالها a، ففي القرآن الكريم حكاية عن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ (التوبة:92)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست