اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 324
اذهب
به يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا من غيره مكان ما رعته، قال زيد: فذهب بي عمر
فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول
الله a أن أزيدك مكان ما رعتك، فقلت:
أتعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر؟ قلت: نعم،
الحبر، قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما
قلت، وتفعل به ما فعلت؟ فقلت: يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله
a حين نظرت إليه إلا اثنتين لم
أختبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد اختبرتهما،
فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد a نبيا، وأشهدك أن شطر مالي فإني
أكثرها مالا صدقة على أمة محمد a.. وشهد مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مشاهد
كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر) [1]
ولا
أزال أذكر أولئك العتاة الغلاظ من قومك الذين حاربوك لأكثر من عشرين سنة، لكنك
بمجرد أن تمكنت منهم، قلت لهم: (ماذا تظنّون أنّي فاعل بكم؟)، فقالوا (خيرا، أخ
كريم وابن أخ كريم)، فقلت لهم: (لا تثريب عليكم يغفر الله لكم.. اذهبوا فأنتم
الطّلقاء)[2]
وحكى
ابن مسعود حالك، فقال: (كأنّي أنظر إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يحكي
نبيّا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدّم عن وجهه ويقول: (ربّ اغفر لقومي
فإنّهم لا
[1]
رواه الطبرانى (5/222 رقم 5147) قال الهيثمى (8/240): رجاله ثقات. والحاكم (3/700،
رقم 6547) وقال: صحيح الإسناد.