responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 325

يعلمون)[1]

بعد أن عرفت كل هذا وغيره مما يعجز اللسان عن وصفه، عرفت عظم الكيد الذي كادك به المحرفون المدلسون الذين راحوا يتهمونك بأنك قلت: (اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة)[2]

ولم يكن قصدهم من هذا الحديث الذي كذبوه عليك إلا تبرئة أولئك الطلقاء من أصحاب الملك العضوض الذين حذرت منهم، ونبهت الأمة إلى خطرهم.. وبدل أن يأخذوا أحاديثك عنهم مأخذ الجد، ويعملوا بها، راحوا يتهمونك بأنك لم تقلها إلا في حالة غضب.. وأنك في تلك الحال لم تكن واعيا لما تقول.

ولو أن أولئك الذين قبلوا هذا الحديث، واتهموك بأنك تسب وتلعن من لا يستحق السباب واللعنة، عرفوك، وعرفوا صفحك الجميل، وخلقك الرفيع، وأنك أكبر من أن تصيبك نزوات الغضب التي تصيب من استحوذت عليهم نفوسهم وشياطينهم.. لعلموا أنه يستحيل عليك أن تقول ذلك.

وكيف تقوله، وأنت نفسك قد حدثتهم.. وهم رووا عنك قولك لبعض أصحابك عندما قال لك: (يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟)، فقلت له: (نعم)، فقال: (في الرضا والسخط؟)، فقلت: (نعم، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقا) [3]

بل إنهم لو عرضوا ذلك الحديث على القرآن الكريم، وسمعوا منه قوله تعالى في


[1] البخاري- الفتح 6 (3477)، مسلم (1792)

[2] مسلم (4/ 2008، رقم 2601)، وأحمد (2/ 493، رقم 10408)

[3] رواه الحاكم 1/105، وابن عبد البر في جامع بيان العلم، ص 89.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست