اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
من
دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ. واللّه ما كان من بلد أبغض
إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ) [1]
ولا
أزال أرى ذلك الذي سل سيفه عليك، ليقتلك، فلما تمكنت منه بفضل الله عفوت عنه،
وتركته يعود إلى أهله من غير أن تفرض عليه أن يصحبك، أو أن تكرهه على الإسلام..
لقد حدث حديثه جابر بن عبد الله، فقال: غزونا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قبل
نجد، فلمّا قفل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قفل معه، فأدركتهم
القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وتفرّق النّاس يستظلّون بالشّجر. فنزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تحت شجرة وعلّق بها سيفه ونمنا
نومة، فإذا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدعونا، وإذا عنده
أعرابيّ فقال: (إنّ هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا،
فقال: من يمنعك منّي؟ فقلت: (الله) (ثلاثا)، ولم يعاقبه وجلس) [2]
ولا
أزال أرى أولئك اليهود والمنافقين الذين كانوا يسخرون منك كل حين، فلم تكن تبادلهم
إلا بصفحك الجميل، وقد روي عن عائشة أنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالوا: (السّام عليكم)،
فهمتها، فقلت: (وعليكم السّام واللّعنة)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (مهلا يا عائشة، إنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه)، فقلت: يا
رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (قد قلت: وعليكم) [3]
ولا
أزال أرى ذلك الموقف الذي اختبرك فيه بعضهم، ليتقين من نبوتك.. وقد حدث عنه عبد
الله بن سلام قال: إن الله تبارك وتعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة، قال