وهكذا كنت ترشد من يريد أن
يظفر بالخير بجميع أصنافه، وبالصلاح بجميع أنواعه، وبالحسنات بجميع أشكالها إلى
ذكر الله، فتقول له: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في
درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا
أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى)[2]
ولم تكتف بذلك ـ سيدي ـ بل
إنك وضعت لنا الكثير من الأذكار التي تعمق جميع جوانب الإيمان، وبأجمل صياغة
وأرقها.. فمن داوم عليها وصل إلى الله، وبأقصر الطرق، وأيسرها، وأضمنها.
ومن الأمثلة على ذلك ـ سيدي ـ
تلك الصيغ التي علمتنا فيها كيف نسبح ربنا وننزهه ونقدسه، في نفس الوقت الذي نحمده
ونعظمه ونمجده ونذكر كمالاته.. وهي صيغ كثيرة كافية لملأ القلب بكل هذه المعاني
الإيمانية.
ومنها ما ذكرت لصاحبك أبي ذر،
حين قلت له: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟)، ثم قلت: (إن أحب الكلام إلى الله:
سبحان الله وبحمده)[3]
وقلت: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان
في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)[4]
وقلت: (لأن أقول سبحان الله، والحمد لله،
ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي