اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 303
حبشية تزفن والصبيان حولها، فقال: (يا عائشة تعالي فانظري)، فجئت فوضعت
لحيي على منكب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: (أما شبعت، أما
شبعت؟). قالت: فجعلت أقول لا لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر، قالت: فارفض الناس
عنها: قالت: فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر)، قالت: فرجعت[1].
هل رأيت سيدي تلك الصورة المشوهة التي صوروك بها.. لقد ذكروا أنه كانت
هناك جارية.. وأنها عاقلة بالغة.. بدا لها أن ترقص كما يرقص الحبشة في الشارع..
وأمام الناس.. وكان الصبية يلتفون حولها، وهي بتلك الحالة.. وأنك لمحتها، فأسرعت
إلى عائشة، وطلبت منها أن تحضر مجلس الرقص.. وعندما حضرت وضعت عائشة ـ بحسب الحديث
ـ ذقنها على منكبك.. وأمام الناس.. وبعد مدة طلع عمر فانفض الناس عن الجارية خوفا
منه.. مع أنك كنت معهم.. ومع ذلك لم يشعروا بشيء..
وليت الأمر توقف عند هذا.. بل إنهم ذكروا أنك عندما رأيت الناس يفرون
لحضور عمر قلت معظما له ومثنيا عليه: (إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا
من عمر)
وهذا عجب عجاب.. وتصور المشهد وحده كاف لضرب كل القيم التي جاء بها القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة، التي تمثلك ـ سيدي ـ أحسن تمثيل.
ولم يكتفوا بهذا سيدي في تشويهك، بل راحوا يروون الروايات الكثيرة التي
تجعلك فاحشا ومتفحشا، لا تختلف عن قومك الأجلاف الغلاظ الذين لم ينالوا حظهم