اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 302
فاستأذن أبو بكر فأذنت له، وأنت على تلك الحال، ثم استأذن عمر، فأذنت له،
وأنت على تلك الحال، ثم استأذن عثمان، فرحت تسوي ثيابك، وتستر فخذك، فعندما سئلت
عن ذلك، ذكرت أنك استحييت منه، وقلت: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)[1]
لقد تلقف المدلسون والمشوهون لك هذا الحديث كما يتلقفون القرآن الكريم،
يأبون أن يتكلم فيه أحد، مع أنهم يوردون الأحاديث الكثيرة التي تثبت أن الفخذ عورة[2].. وأن كشفها حرام.. ومع ذلك يرضون أن ترتكب
الحرام في سبيل أن ينال عثمان تلك المنقبة.
فإن جادلهم أحد في شأنك، وراح يذب عنك تلك التهمة العظيمة التي اتهموك
بها، قالوا: ولكن الحديث في صحيح مسلم.. وهم لا يعلمون أن صحيح مسلم وصحيح البخاري
وكل كتب الدنيا فداء لشعرة من شعراتك.. فأيهما أعظم أن يرد حديث قد يتوهم راويه أو
يخطئ كاتبه، أو أن تمس كرامتك، ويمس أعظم ميزة فيك، وهي أخلاقك العالية التي لا
يضاهيها أي كان صحابيا كان أو نبيا أو حتى ملاكا مقربا.. فكيف تتصورون أن صحابيا ـ
لا يرون عصمته ـ يكون أعظم خلقا منك؟
وليت الأمر توقف على هذا.. بل إنهم ـ سيدي ـ راحوا يصورونك في مشاهد لا
يرضونها لأنفسهم، ولا لمن يجلونهم من الناس، حرصا على إثبات المناقب لمن يرغبون في
تحسين صورهم، ولو على حسابك، ومن الأمثلة على ذلك ما رووه عن عائشة، وأنها قالت:
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فإذا
[2] ومنها ما روي عن محمد بن عبد
الله بن جحش أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
مر على معمر بفناء المسجد محتبيا كاشفا عن طرف فخذه فقال له النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(خمر فخذك يا معمر فإن الفخذ عورة)، رواه أحمد ورواه الطبراني في الكبير، ورجال
أحمد ثقات.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 302