اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 301
عن
البصر. وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه، وأن يذكر عنده ) [1]
ولهذا كان يدعو إلى اعتبارك الأسوة والقدوة، ويرد على أولئك الذين وضعوا الكثير
من البدائل التي استبدلوك بها، حتى اعتبر بعضهم كل قومك وصحبك صالحين لأن يكونوا
قدوة.. ومن أقوالهم في ذلك في بعض وصاياه: ( تأس بنبيك الأطيب الأطهر a فإن فيه أسوة لمن
تأسى، وعزاء لمن تعزى. وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه، والمقتص لأثره. قضم
الدنيا قضما، ولم يعرها طرفا، أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم
من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا
فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره. ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله
ورسوله، وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله، لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر الله) [2]
وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي وصف فيها
أخلاقك وآدابك العظيمة التي أمرنا الله تعالى بالتأسي بها..
لكن المغرضين والحاقدين ـ سيدي ـ راحوا
يشوهون جمال صفاتك، وعظيم أدبك، حتى ينفر العقلاء منك، وتكون أسوة للانحراف لا
للصلاح، وللصلف لا للأدب..
فائذن لي سيدي أن أذكر لك بعض ما ذكروا حول
حيائك، تلك الصفة التي كنت مثالها الأعلى، وأسوتها الحسنة، وكنت تعظمه، وتعتبره من
أمهات الأخلاق، لكنهم حرصا على من يعظمونه من الصحابة راحوا ينزعون الحياء منك، ويضعونه
لغيرك.
لقد رووا ـ كاذبين ومدلسين ـ أنك كنت مضطجعا في بيتك، كاشفا عن فخذيك،