اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 300
رآه بديهة هابه، عزّه بين عينيه، يقول ناعته: لم أر
قبله و لا بعده مثله، a)[1]
وهكذا
كان يصف تواضعك، ويقول: ( ولقد كان a يأكل على الأرض، ويجلس
جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه،
ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: ( يا فلانة ـ لإحدى أزواجه ـ
غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها ) [2]
وكان
يصف موقفك من الدنيا، فيقول: ( قد حقر الدنيا وصغرها، وأهون بها وهونها، وعلم أن
الله زواها عنه اختيارا، وبسطها لغيره احتقارا، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات
ذكرها عن نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشا، أو يرجو فيها
مقاما. بلغ عن ربه معذرا، ونصح لأمته منذرا، ودعا إلى الجنة مبشرا، وخوف من النار
محذرا ) [3]
ويقول
في خطبة أخرى: ( أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا
فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر
شيئا فصغره. ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله ورسوله، وتعظيمنا ما صغر الله
ورسوله، لكفى به شقاقا لله، ومحادة عن أمر الله... فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات
ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشا، ولا يعتقدها
قرارا، ولا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيبها
[1] حلية الأبرار في أحوال محمد و
آله الأطهار، ج1، ص: 164.