اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 299
ولهذا صارت سنتك وهديك هي القرآن الناطق
الذي مثل الحقائق والقيم القرآنية أحسن تمثيل.
وقد ذكر تلميذك الأكبر الإمام علي، ذلك الذي كان أكثر الناس صحبة لك،
ومعرفة بك تعاهد الله لك بالتأديب والتربية، فقال: (ولقد قرن الله به a من لدن أن كان فطيما
أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره)
[1]
وكان يذكر كل حين لأولئك المبدلين والمغيرين عظيم صفاتك وحسن أدبك، وكيف
كنت الأسوة الحسنة في كل المجالات، فقال يصف شجاعتك: ( كنا إذا احمر البأس اتقينا
برسول الله، a، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه) [2]
وعندما
طلب منه أن يصفك بدقة، قال: (كان نبيّ اللّه a أبيض اللّون، مشربا حمرة، أدعج العين، سبط الشعر كثّ
اللّحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنّ عنقه إبريق فضّة، يجري في تراقيه الذهب،
له شعر من لبّته إلى سرّته، كقضيب خيط إلى السرّة، و ليس في بطنه و لا صدره شعر
غيره. شئن الكفّين و القدمين، شئن الكعبين، إذا مشى كأنّما يتقلع من الصخر، إذا
أقبل كأنّما ينحدر من صبب، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كلّه، ليس بالقصير
المتردد، ولا بالطويل الممغط، وكان في الوجه تدوير، إذا كان في الناس غمرهم،
كأنّما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز و لا باللئيم.
أكرم الناس عشرة، و ألينهم عريكة، و أجودهم كفّا، من خالطه بمعرفة أحبّه، من