responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 285

في نفس الوقت الذي قد يوجد من هو بحاجة إليه[1]، ففي الحديث عن بعض صحبك قال: (كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لا يدخر شيئا لغد)[2]

وحدث آخر قال: نظر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى أحد فقال: (ما يسرني أنه ذهب لآل محمد، أنفقه في سيبل الله، أموت يوم أموت وعندي منه ديناران، إلا دينارين أعدهما للدين إن كان) [3]

وحدث آخر قال: كنت أخدم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فقال يوما: (ما عندك شيء تطعمنا؟) قلت: نعم يا رسول الله، فضل من الطعام الذي كان أمس، قال: (ألم أنهك أن تدع طعام يوم لغد؟)[4]

هذه بعض شواهد ورعك سيدي عن الحلال الذي أباحه الله لك؛ فكيف يتجرؤون على ما يرمونك به من الفضائع التي لا يجيزونها لأنفسهم..

ولم يكن ذلك وحده ـ سيدي ـ شاهدا على ورعك، بل كانت حياتك كلها حياة تقوى وورع وطهارة، فلم تكن لتمتد يدك لما حرم الله أو كرهه.. وكيف تفعل ذلك وأنت عبده المطهر المنقى الذي هو أعرف الخلق بالله، وأكثرهم تقوى له، كما عبرت عن ذلك


[1] أما ما روي من أنه كان يدخر قوت سنة، فقد أجاب عنه الحافظ البجلي بقوله: سألت نعيم بن حماد قلت: جاء عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنه لم يشبع في يوم من خبز مرتين، وجاء عنه أنه كان يعد لأهله قوت سنة، فكيف هذا؟ قال: كان يعد لأهله قوت سنة، فتنزل النازلة، فيقسمه، فيبقى بلا شيء.

ومما يؤيد هذا ما رواه أحمد، وأبو يعلى برجال ثقات عن أنس قال: أهديت لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ثلاثة طوائر فأطعم خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتته به، فقال لها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد؟ فإن الله تعالى يأتي برزق كل غد)

[2] رواه البخاري.

[3] رواه أحمد وأبو يعلى بسند جيد.

[4] رواه ابن أبي شيبة في المصنف.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست