responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284

الرواية التي تخبر عن توحيدك وإيمانك، وأنت في صباك الباكر، ومنها ما روي في رحلتك الأولى إلى الشام، وأنت صبي صغير، حينها مرت القافلة ببحيرا الراهب، الذي طلب لقاءك، بعد أن رأى بعض العلامات الدالة على وجودك في الركب، جعل يلحظك لحظاً شديداً، حتى إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا، قام بحيرا إليك، فقال لك ـ مختبرا ـ: يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه.

هو لم يقل ذلك إلا ليختبرك، فهو لم يكن يؤمن باللات والعزى، وإنما ذكرهما لأنه رأى قومك يحلفون بهما، فقلت له: (لا تسلني باللات والعزى شيئاً، فو الله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما)[1]

وهكذا ـ سيدي ـ كنت في حياتك جميعا متورعا عن كل ما لا يتناسب مع مكانتك الرفيعة التي هيأها الله لك.. وقد روى المحدثون أنك ـ سيدي ـ مع تلك الفاقة العظيمة التي مررت بها طيلة فترة رسالتك، لم تمد يدك إلى طعام لا تعرف مصدره.. وقد حدث أنس قال: كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ليصيب التمرة، فيقول: (لولا أخشى أنها من الصدقة لأكلتها)[2]

وحدث آخر أنك وجدت تمرة تحت جنبك من الليل فأكلتها، فلم تنم تلك الليلة، فقالت بعض نسائك: يا رسول الله أرقت البارحة، فقلت: (إني وجدت تمرة فأكلتها، وكان عندي تمر من تمر الصدقة، فخشيت أن تكون منه)[3]

ولم تكن متورعا عن ذلك فقط، بل كنت تتورع أن تخزن شيئا من المال أو الطعام


[1] سيرة ابن اسحاق = السير والمغازي (ص: 75)

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] رواه أحمد برجال ثقات.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست