responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283

منك.

فقد رووا أنك لقيت زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل عليك الوحي، فقدمت إليه سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، وقال: (إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه)[1]

وراحوا لا يكتفون بذلك، بل يضيفون إليه اعتبار زيد بن عمرو هو الذي كان يدعو إلى التوحيد قبل أن تدعو إليه، فقد رووا أنه كان يعيب على قريش ذبائحها، ويقول: (الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض الكلأ، ثم أنتم تذبحونها على غير اسم الله؟!) [2]

وبذلك أصبح زيد بن عمرو ـ عندهم ـ أكثر عقلا وحكمة وورعا منك سيدي.. وهم يذكرون ذلك من دون حياء، ويعتبرونه من مناقب زيد، ولم ينظروا أبدا إلى أنهم بذلك يشوهونك، ويعتبرونك أقل عقلا وعلما وحكمة من غيرك.

وهكذا أوردوا الروايات الكثيرة التي تشوهك، وغفلوا عن تلك التي تتوافق مع ما ذكره القرآن الكريم في حقك، بل راحوا يضعفونها، ويردونها، في نفس الوقت الذي يقوون تلك الأحاديث التي رضي عنها المدلسون البغاة الذين حذرت منهم.

ولهذا، فإن الذين قبلوا تلك الرواية التي تعتبرك جاهلا بالشرك، يرفضون تلك


[1] رواه البخاري (3826)، والبيهقي في الدلائل2/121، والطبراني في الكبير (13169)، والبيهقي في السنن 9/249-250، قال شعيب الأرنؤوط: (وفي رواية فضيل بن سليمان: فقدمت إلى النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها. وهذا من أوهام فضيل بن سليمان، والصواب ما في رواية وهيب بن خالد وغيره عن موسى بن عقبة من أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم هو الذي قدم إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم، فأبى الأخير أن يأكل منها)[ مسند أحمد ط الرسالة (9/ 270)

[2] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 63)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست