اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 282
التقي النقي
سيدي يا رسول الله.. أيها التقي النقي الطاهر.. يا من لم
تخدش مرآة قلبه بأي خطأ أو خطيئة، قبل النبوة وبعدها، وفي صغره وكبره.. وفي كل
شؤونه.. فصار لذلك مرآة للحقائق والقيم التي لم تشوه، ولم تغير، ولم تحرف.
وصرت
بذلك ـ سيدي ـ أنموذجا لكل من يريد السلوك إلى الله، والتحقق بالإنسانية الرفيعة،
والسمو إلى الدرجات العليا، كما قال تعالى في حقك: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]
ولولا
ذلك ـ سيدي ـ ما أمرنا الله بالتأسي بك، ولا السير خلفك.. وهل يمكن لمن يهم
بالخطيئة أو يقوم بها أن يكون مرشدا للتائهين، أو دليلا للمتحيرين؟
ولذلك
كنت أتقى الأتقياء وأطهر الطاهرين، وكل ما روي عنك خلاف ذلك، فهو من دس المغرضين
الحاقدين الحاسدين.. أو من رواية المغفلين المخدوعين الذين اهتموا بكثرة الحديث،
ولم يهتموا بمعانيه، فدس الشيطان في حديثهم ما يسيء إليك، وإلى الهدي العظيم الذي
جئت به.
وقد
كان من ذلك الدس تلك التشويهات العظيمة التي أرادوا بها أن يرفعوا بعض غيرك،
فوضعوك، شعروا أو لم يشعروا..
ومن
الأمثلة على ذلك الدس الخطير الذي أرادوا به تشويهك، ورفع غيرك تلك الرواية التي
يروونها، ويعظمونها، لا لأنها تعظمك وتقدسك، وإنما لأنها تعظم وتقدس زيد بن عمرو
بن نفيل عم عمر بن الخطاب، الذي اعتبروه أكثر ورعا عن الشرك وأسبابه
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 282