اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
هذه ـ سيدي ـ بعض مشاهد مقاومتك وبطولتك وجهادك.. وهي
كافية للعقلاء ليعرفوا صدقك وإخلاصك.. فلا يُميز الصادقون إلا بثباتهم في المواقف
المختلفة.. أما أولئك المتزعزعون المائلون مع كل هوى، الذين يعبدون الله على حرف،
فإنهم أبعد الناس عن الصدق والإخلاص.
فأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله تعالى أن أكون من
الصادقين معك، ومع دينك، ومع هديك، الثابتين الذين لم يغيروا، ولم يبدلوا، ولم
يبيعوا دينهم بشيء من الدنيا.. أولئك الذين وصفهم الله تعالى، فقال: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]
وأسألك ـ سيدي ـ أن تمدني بمددك الذي كنت تمد به أصحابك،
حتى تكون لي القدرة على المواجهة والمقاومة والثبات.. واجعلني أتمتع برؤيتك، كما
كانوا يتمتعون، وبسماع كلماتك كما كانوا يستمعون، فقد كانت كلماتك ورؤيتك سيدي
أعظم مصدر لثباتهم وجهادهم ومقاومتهم.. إنك أنت الوسيلة العظمى، وصاحب الجاه
العظيم.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281