responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 279

جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) O [البروج: 4 - 12]

ولما اشتد الأذى بأصحابك أمرتهم بالهجرة إلى الحبشة، ولم تدعهم قريش يهاجرون بدينهم، بل تعقبتهم تحاول استئصالهم، لكن الله تعالى أبطل كيدهم، وصارت الحبشة مأوى المستضعفين.. لكنك لم تهاجر، بل بقيت تمارس دعوتك، وفي ظل تلك الأجواء القاسية.

ولم يكتف أعداؤك بذلك، بل راحوا يمارسون حصارهم الاقتصادي عليك، وعلى قرابتك، وأصحابك، فقد كانوا إذا قدمت العير مكة، ويأتى أحد قرابتك أو أصحابك إلى السوق ليشترى شيئا من الطعام يقتاته لأهله، يقوم المشركون بمنعه، ويقولون للتجار: (يا معشر التجار غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا شيئاً معكم)، فيزيدون عليهم فى السلعة قيمتها أضعافا حتى لا يستطيع شراءها.

وهكذا مارس أعداؤك في مكة المكرمة كل أساليب الحقد والمواجهة لك ولدعوتك، لكنك كنت ثابتا كالجبال الرواسي، لا تزعزعك الرياح، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77) ﴾ [الإسراء: 73 - 77]

وعندما ذهبت إلى المدينة المنورة، لم يكف أعداؤك عنك، بل زاد عددهم، وزادت معها أساليب مكرهم، وخاصة بعد أن انضم إليهم اليهود، الذين استعملوا كل ما كانوا يستعملونه مع الأنبياء عليهم السلام في مواجهتك.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست