اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
يصرفه ذلك عن دينه،
وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله
والذئب على غنمه[1].
لقد ذكرتهم سيدي بما كان يحصل للأنبياء عليهم السلام وأتباعهم من
المستضعفين، والذي كان القرآن الكريم يقص عليهم قصصهم ليثبتهم، ويثبتك معهم، كما
قال تعالى: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ
فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود: 120]
ولم تكن تملك ـ سيدي ـ في تلك المواجهة الشرسة إلا أن تدعو لأصحابك، من
دون أن تبدي لأعدائك أي لين مقابل مبادئك.. وقد روي أنك مررت على عمار بن ياسر
وأبيه وأمه سمية وأخيه عبد الله، وهم يُعذبون، فلم تملك إلا أن قلت لهم: (صبرا آل
ياسر فإن موعدكم الجنة)[2]
هذا كل ما كنت تملك
تجاههم سيدي، فلم تعدهم بأي مناصب ولا بأي دنيا، حتى لا يصحبك إلا الصادقون
المخلصون.. ولذلك لم يكن للمستضعفين في ذلك الوقت من أنيس غير القرآن الكريم،
وحقائق القرآن الكريم التي كانت أعظم مثبت لهم.
وكيف لا يفعلون ذلك،
والقرآن الكريم يقص عليهم قصص البطولة والمقاومة التي مارسها أتباع الأنبياء من
قبلهم، كما قال تعالى في قصة أصحاب الأخدود: P قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ
الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ