responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275

لهب[1].

وذكر آخر أنك لما دعوت قومك إلى الإيمان، قال أبو لهب: إذا كان ما يقول ابن أخي حقا، فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي، فأنزل الله تعالى:﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾(المسد:2)

ومثل أبي لهب زوجته المارقة أم جميل بنت ألد أعدائك، وأختهم[2] تلك التي سماها الله تعالى ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [المسد: 4]، فقد كانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده، وقد كانت تضع الشوك في طريقك[3].. وكانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار.

عندما تأملت ـ سيدي ـ هذه المواقف، وحاولت أن أعيشها، وجدت مدى الآلام التي كنت تحملها، وأنت ترى عمك، وهو يكذبك، وينفر الناس عنك.. ووجدت معها ذلك التأثير الخطير الذي يقوم به ذلك العم الحقير.. فالناس في العادة يستمعون لآراء الأقارب بعضهم في بعض، ويبنون عليها مواقفهم، ولذلك كان موقف عمك ليس مؤذيا لك فقط، بل كان مؤذيا لدعوتك أيضا.. لأن المغفلين سيقولون حين يسمعوه: لو كان فيما جاء به خير لاتبعه عمه، وهو أقرب الناس إليه.

لكن الله تعالى بكرمه ولطفه شاء أن يمنع هذه الحجة، ويرفع عنك بعض ذلك الإيذاء العظيم الذي وقفه عمك أبو لهب بعمك الآخر الطيب المؤمن الصالح أبي طالب.. ذلك الذي رباك على عينك، وشاهد إكرام الله لك في صغرك.. فلذلك آمن بك


[1] رواه أحمد والطبراني.

[2] اسمها أروى بنتُ حرب بن أمية، وهي أخت أبي سفيان.

[3] رواه العوفي عن ابن عباس، وعطية الجدلي، والضحاك، وابن زيد، واختاره ابن جرير.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست