اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 274
لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنقذ نفسك من النار، فإني لا
أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة محمد، ويا فاطمة بنت محمد أنقذا أنفسكما من
النار، فإني لا أملك لكما من الله شيئا، غير أن لكما رحما سأبلها ببلالها، إني لكم
نذير بين يدي عذاب شديد)[1]
في هذا الموقف، وبعد هذه الكلمات المؤثرة الناصحة واجهك عمك أبو لهب بكل
قسوة قائلا: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
لم يقف أبو لهب ذلك الموقف فقط.. بل ظل خلفك يتعقبك، وفي كل مكان تذهب
إليه لينفر الناس عنك؛ فقد حدث بعض المعاصرين لذلك، فقال: رأيت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الجاهلية في سوق
ذي المجاز، وهو يقول: (يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)، والناس
مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه أحولُ ذو غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب..
يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب[2].
وقال آخر: إني لمع أبي رجل شاب، أنظر إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتبع القبائل، ووراءه رجل
أحول وضيء، ذو جُمَّة يَقِفُ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على القبيلة فيقول: (يا بني فلان، إني رسول الله
إليكم، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفِّذَ
عن الله ما بعثني به)، وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان، هذا
يريد منكم أن تسلُخوا اللات والعزى، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أُقَيْش، إلى
ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه. فقلت لأبي: من هذا؟ قال:
عمه أبو