اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 273
وقفتها.. والتي كلما قرأتها أو تذكرتها شعرت بالنشاط يسري
في عروقي، ويدفعني لمواجهة كل العالم من أجلك.. فتلك المشاهد ـ سيدي ـ هي زادي
وزاد كل حر يريد أن يخرج من البوتقة التي فرضها عليه قومه.
دعني ـ سيدي ـ أذكر ذلك الموقف الشديد
القاسي الذي مر عليك في أول دعوتك، والذي تولى كبره بعض
أقاربك المقربين، ذلك العم القاسي أبو لهب، الذي نزلت في حقه سورة كاملة
تبين الخسارة التي وقع فيها حين باعك بأهوائه وأموال قريش..
فقد روي بأسانيد مختلفة [1] أنك لما أنزل الله عليك قوله:﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ﴾(الشعراء:214) قمت على الصفا، فعلوت أعلاها حجرا، ثم ناديت:
يا صباحاه، فقالوا: من هذا؟.. وجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج يرسل رسولا لينظر
ما الذي يحصل.
حينها جاء عمك أبو لهب ومعه وجهاء قريش، فاجتمعوا إليك؛ فقلت لهم: (إن
أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟)
وطبعا لم يجدوا إلا أن يصدقوا، فقد كنت تدعى بينهم الصادق الأمين، ولم
يجربوا عليك كذبا قط، فلذلك قالوا: (ما جربنا عليك كذبا)
حين أقروا لك بذلك، وأقمت عليهم الحجة بكونك صادقا، قلت لهم: (يا معشر
قريش، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف، أنقذوا
أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم
من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من
النار، فإني