اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
وقالت:(والذي بعث محمدا بالحق
نبيا ما رأى منخلا، ولا أكل خبزا منخولا، منذ بعثه الله إلى أن قبض، قيل، كيف كنتم
تصنعون؟ قالت: كنا نقول أف أف [1].
وقالت: ما كان بيقى على مائدة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من خبز الشعير قليل ولا كثير [2].
وقالت: ما رفعت مائدة رسول
الله a من بين يديه، وعليها فضلة من طعام قط [3].
وقالت: ما شبع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثلاثة أيام تباعا
حتى مضى لسبيله [4].
وكانت تقول لعروة: يا ابن
أختي، إنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد
في أبيات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نار، فقال لها: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان:
التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم
منائح، وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من ألبانها، فيسقيناه.
وكانت تقول له:(وايم الله، يا
ابن أختي إن كان يمر على آل محمد الشهر لم يوقد في بيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نار، لا يكون إلا أن
حوالينا أهل دور من الأنصار - جزاهم الله خيرا في الحديث والقديم - فكل يوم يبعثون
إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بغزيرة شياههم، فينال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من ذلك، ولقد توفي
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وما في رفى من طعام يأكله ذو كبد إلا قريبا من شطر شعير،
فأكلت منه حتى طال علي، لا تغني وكلته عني، فيا ليتني لم آكله، وأيم الله، وكان
ضجاعه من أدم حشوه ليف)