بل أمرك بأن تخير أزواجك بين
الرضا بها، وبين أن يعدن لحياتهن التي تعودن عليها، فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ
كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ
أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ
لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28، 29]
ومن تلك الشهادات ـ سيدي ـ شهادة زوجتك
عائشة، والتي عبرت عنها مرات كثيرة، خاصة لأولئك الذي جرفتهم الدنيا بأهوائها،
وغفلوا عن الوصية التي أوصيتهم بها، فقد كانت تقول لهم: (كان يأتي علينا الشهر،
وما نوقد فيه نارا، إنما هوالتمر والماء، إلا أن نؤتى باللحم[1].
وقالت:(ما شبع آل محمد من خبز
بر ثلاثة أيام متتابعات، حتى قبض a)
وقالت:(ما أكل آل محمد أكلتين
في يوم واحد إلا إحداهما تمر)
وقالت: توفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين شبع الناس من
الأسودين، التمر والماء.
وقالت: ما شبعنا من الأسودين
التمر والماء.
وقالت: والله لقد مات رسول
الله a وما شبع من خبز، وزيت في يوم واحد مرتين.
وقالت: ما رفع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم غداء لعشاء، ولا
عشاء لغداء قط، ولا اتخذ من شئ زوجين لا قميصين، ولا رداءين، ولا إزارين، ولا من
النعال ولا رئي فارغا قط في بيته، إما يخصف نعلا لرجل مسكين أو يخيط ثوبا لأرمة[2].
[1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.. والأقوال التي
تلي قولها هذا روايات في الحديث، وقد اخترنا اعتبارها أحاديث قائمة بذاتها.