اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 257
ولا
عن القيام بأي شيء يكلفك به.
حتى
في تلك الأوقات التي يتصور من معك فيها أنك نائم.. لم تكن كذلك، وإنما كان قلبك
مستيقظا حاضرا مع ربك، وقد قلت في ذلك: (تنام عيناي، ولا ينام قلبي) [1]
وقلت
لمن عجب من وصالك للصوم، وصبرك عليه: (إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقيني) [2]
وهكذا
كانت حياتك كلها ـ سيدي ـ عبودية خالصة لربك.. ولذلك كنت أهلا لكل تلك التكريمات
العظيمة التي كرمك الله بها.. فويل لأولئك الذين راحوا يشوهونك ويحرفونك
ويدنسونك.. ما أجهلهم بك، وما أعظم حقدهم عليك.
فأتوسل
بك ـ سيدي ـ إلى الله أن يجعلني من العابدين المتبتلين القانتين الذين امتلأت
قلوبهم وأرواحهم وكل لطائفهم بكل ألوان العبودية.. حتى ألقى الله وأنا جدير
بلقائك، وصحبتك.. فلا يصحبك ـ سيدي ـ إلا من كان أهلا لذلك.. وقد قلت لمن قال لك:
(يا رسول اللّه أسألك مرافقتك في الجنة): (أعني على نفسك بكثرة السجود) [3]