وحدث
ابن عمك ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة، فصلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام فقمت عن يساره
فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه، ثم خرج إلى
الصلاة[2].
وحدث
الوفي الصالح جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتسوك من الليل مرتين، أو ثلاثا، كلما رقد فاستيقظ استاك وتوضأ،
وصلى ركعتين أو ركعة[3].
وهكذا
ـ سيدي ـ وردت الشهادات الكثيرة الدالة على تبتلك وتعبدك لله، وفي كل الأوقات
والأحول حتى في تلك المواقف الصعبة التي اجتمع فيها أعداؤك على حربك.. لكنك لم تكن
تبالي بهم.. بل كنت تهرع إلى الصلاة، لترتاح بها في جوار ربك، ولذلك كنت تقول
لبلال: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)[4]
وحدث
ابن عباس عنك أنك قلت: (قال لي جبريل: قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت)[5]
ولم
يكن ذلك ـ سيدي ـ وحده الميدان الذي برز فيه تعبدك لله.. فقد كنت عابدا لله في كل
أحوالك، وكان لسانك دائم الذكر لربك، ولم تكن تفتر لحظة واحدة عن ذكره،