لقد قال بعض أصحابك يحدث عن بعض ذلك: قدم ملوك حضرموت
على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وفيهم الاشعث بن قيس،
فقالوا إنا قد خبأنا لك خبأ فما هو؟ قال: (سبحان الله إنما يفعل هذا الكاهن
والكهانة في النار)، فقالوا: فكيف نعلم أنك رسول الله عز وجل، فأخذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كفا من حصى، فقال: (هذا يشهد أني رسول الله)، فسبح
الحصى في يده، فقالوا: نشهد أنك رسول الله عز وجل[1].
وحدث
آخر قال: كنا نأكل مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فنسمع تسبيح الطعام، وهو
يؤكل[2].
وحدث
آخر قال: أتي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بطعام ثريد، فقال: (إن
هذا الطعام يسبح)، قالوا: يا رسول الله، وتفقه تسبيحه، قال: (نعم)، ثم قال لرجل: (ادن
هذه القصعة من هذا الرجل)، فأدناها منه فقال: نعم، يا رسول الله، هذا الطعام يسبح
فقال: (ادنها من آخر) وأدناها منه فقال: هذا الطعام يسبح ثم قال: (ردها) فقال رجل:
يا رسول الله، لو أمرت على القوم جميعا، فقال: (لا إنها لو سكتت عند رجل لقالوا:
من ذنب ردها)، فردها[3].
وقد
ورد في الروايات والأحاديث الكثيرة أنها لم تكن تكتفي بالشهادة لك فقط، وإنما كانت
تحييك وتبجلك وتسجد تكريما لك، فعن الإمام علي قال: كنت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا
شجر إلا قال: السلام عليك، يا رسول الله[4].