اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 247
أخلافي،
فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني، فأرجع إلى خشفي في البرية)[1]، فقلت لها: (إن تركتك ترجعين؟)،
قالت: (نعم، وإلا عذبني الله عذابا أليما)، فقلت: (أين صاحب هذه؟)، فقال القوم:
نحن يا رسول الله، فقلت: (خلوا عنها حتى تأتي خشفها ترضعها وترجع إليكم)، فقالوا:
من لنا بذلك؟ قلت: (أنا)، فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها، فمررت
بهم فقلت: (أين صاحب هذه؟)، قالوا: هوذا نحن يا رسول الله، فقلت: (تبيعونها؟)،
فقالوا: هي لك يا رسول الله، فقلت: (خلوا عنها)، وأطلقوها، فذهبت، وهي تضرب برجلها
فرحا وتقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله)
سيدي..
لقد رأيت من قومي من يضحك على مثل هذا.. ولست أدري ما الذي يضحكه، وهو يقرأ قوله
تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ
مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا
أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ﴾ [النمل: 17 - 19]؛ فهل
كان سليمان عليه السلام أعلم منك بلغة هذه الكائنات.. وهو ليس سوى تلميذ من
تلاميذك.. فأنت سيد المرسلين، وأشرف خلق الله أجمعين.
ليس
ذلك فقط سيدي.. بل إن الروايات الكثيرة تذكر شهادة الحصى لك.. وليس ذلك بمستغرب،
وقد قال الله تعالى: Pلَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا
الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
[1]
وفي رواية أنس: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في بعض سكك المدينة فمررنا بخبأ أعرابي وإذا بظبية
مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الاعرابي اصطادني.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 247