اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 249
وعن
برة بنت أبي تجراة قالت: إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا
ويفضي إلى الشعاب وبطون الأودية، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا
رسول الله، وكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا[1].
وذكر
جابر بن عبد الله جملا جاء إليك، فلما كان قريبا منك خر ساجدا، فقلت: (يا أيها
الناس، من صاحب هذا الجمل؟)، فقال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول الله، فقلت: (فما
شأنه؟)، قالو: سنونا عليه عشرين سنة، فلما كبرت سنه، أردنا نحره، فقلت: (تبيعونه؟)،
فقالوا: هو لك يا رسول الله فقلت: (أحسنوا إليه حتى يأتيه أجله)، فقالوا: يا رسول
الله، نحن أحق أن نسجد لك من البهائم، فقلت: (لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو كان
النساء لأزواجهن)[2]
هذا
ـ سيدي ـ غيض من فيض مما منحك الله من تعظيم وتبجيل وتكريم ومحبة في قلوب
الكائنات.. وكيف لا يكون لك ذلك، وقد قال الله تعالى في شأنك: ﴿
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (الشرح:4).. فلا أحد في العالم يجحد أن اسمك هو
أشهر الأسماء وأعظمها.. وأنه الوحيد الذي يردد كل يوم وفي أوقات متعددة في جميع
أنحاء العالم.
فأسألك
يا سيدي أن يردد قلبي اسمك كل حين.. حتى يصير فانيا فيك.. عاشقا لك.. مقبلا عليك
بكليته.. مسلما لك في كل شؤونه.. حتى يلقاك طاهرا نقيا جديرا بصحبتك والمعية معك.