responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 245

قلوب لها.. وهل يعقل أن يخلق الله شيئا من دون أن يكون له عقل أو قلب؟.. لكن كبرياءنا جعلنا نتوهم أن العقل لن يكون إلا في جهاز عصبي، والقلب لن يكون إلا في جهاز دوري.

لقد ورد في الروايات الكثيرة المتواترة التي لا يؤمن بها إلا الصادقون في إيمانهم، أولئك الذين يعلمون أن قدرة الله لا يعجزها شيء.. ما يدل على أن الأرض بحجارتها وأشجارها وحيواناتها، كانت تظهر لك ـ سيدي ـ كل ألوان المودة والحنين والحب..

فقد أخبرت عن جبل أحد، وحبك له، وحبه لك، فقلت: (هذا جبل يحبنا ونحبه)[1]

ووصلنا بأسانيد كثيرة[2] أنك كنت تخطب إلى جذع نخلة، فاتخذ لك منبر بدله، فلما فارقت الجذع، وغدوت إلى المنبر الذي صنع لك حن لك كما تحن الناقة، فنزلت إليه، فضممته إليك، فسكن، وقلت عنه: (لو لم أحتضنه، لحن إلى يوم القيامة) [3]

لقد عبر الشاعر عن ذلك الحنين الذي أبداه لك الجذع، فقال:

يحن الجذع من شوق إليك

و يذرف دمعه حزناً عليك


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] روى القصة جمع من الصحابة، منهم أبي بن كعب رواه الشافعي وأحمد وابن ماجه والبغوي وابن عساكر،ومنهم أنس بن مالك رواه أحمد والترمذي وصححه وأبو يعلى والبزار وابن ماجه وأبو نعيم من طرق على شرط مسلم، ومنهم بريدة، رواه الدارمي، وجابر بن عبد الله، رواه أحمد والبخاري والترمذي، والمطلب بن أبي وداعة، رواه الزبير بن بكار، وأبو سعيد الخدري، رواه عبد بن حميد وابن أبي شيبة، وأبو يعلى وأبو نعيم بسند على شرط مسلم، وعائشة رواه الطبراني والبيهقي، وأم سلمة رواه أبو نعيم والبيهقي بإسناد جيد.. كلها روي بألفاظ متقاربة المعنى وهو بذلك حديث متواتر المعنى.

[3] الدارمي (39) و (1563)، وابن ماجه (1415)، والطبراني (12841)، والبيهقي 2/558.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست