responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

لقد رأيت ـ سيدي ـ كل العقلاء مجمعين على تعظيمك، حتى أولئك الذين ناصبوك العداء في فترة ما من حياتهم، وقبل أن يعرفوك.. لكنهم بمجرد أن عرفوك، راحوا يعتذرون إليك، مثلما فعل الفيلسوف الفرنسي [فولتير] الذي أعلن توبته عن مواقفه منك ومن دينك.. لكن المغرضين والحاقدين تناسوا أقواله بعد توبته، وراحوا ينشرون أقواله قبل توبته.

لقد ذكر في توبته سبب بغضه لك وأنه كان ضحية لأفكار سائدة خاطئة كان ينشرها الحاقدون عنك، فقال: (قد هدم محمد الضلال السائد في العالم لبلوغ الحقيقة، ولكن يبدو أنه يوجد دائماً من يعملون على استبقاء الباطل وحماية الخطأ)

وقال في قاموسه الفلسفي: (أيها الأساقفة والرهبان والقسيسون إذا فُرض عليكم قانون يحرم عليكم الطعام والشراب طوال النهار في شهر الصيام.. إذا فرض عليكم الحج في صحراء محرقة.. إذا فُرض عليكم إعطاء 2،5 بالمائة من مالكم للفقراء.. إذا حُرِّم عليكم شرب الخمور ولعب الميسر.. إذا كنتم تتمتعون بزوجات تبلغ ثماني عشرة زوجة أحياناً، فجاء من يحذف أربع عشرة من هذا العدد، هل يمكنكم الادعاء مخلصين بأن هذه الشريعة شريعة لذّات؟!)

وقال: (لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنســان أن يقوم به على الأرض.. إن أقل ما يقال عن محمد أنه قـــد جاء بكتاب وجاهد، والإسلام لم يتغير قط، أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة)

سيدي يا رسول الله.. لسنا نحن البشر.. ولا الملائكة.. ولا كل أولئك العقلاء من العوالم الأخرى.. وحدهم من عرفوا قدرك، وبجلوك وكرموك.. بل إن كل شيء فعل ذلك.. فقد بث الله محبتك في قلوب الكائنات.. حتى تلك التي نتوهم أنه لا عقول ولا

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست