responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 238

تصيبه شوكة تؤذيه، وأنا جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا [1].

وهكذا فعل ذلك الصحابي الذي قال لك: (يا رسول اللّه! إنك لأحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلتّ الجنة رفعتَ مع النبييّن، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك)[2]

وقال لك آخر، وهو ثوبان مولاك، فقد أتاك، وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن؛ فقلت له: (يا ثوبان ما غير لونك؟) فقال: (يا رسول الله ما بي ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل فذلك حين لا أراك أبدا)

وقد بشرت هؤلاء جميعا، بأنهم مع من أحبوا.. وكذلك بشرت من بعدهم.

وقد ظل ـ سيدي ـ هذا الحب ساريا في أمتك من بعدك، تتأدب به، وتترقى في مدارج الكمال بسببه.. حتى أن هناك من يضحي بكل شيء في سبيل أن يظفر برؤية منك.. وقد قال بعضهم يذكر شوقه إليك:

كيف لا تسكب الدموعَ عيوني

وهي من قبل أن تراك سجام

كيف لا تذهل العقول وتفنى

أنفسُ العاشقين وهي كرامُ

يا رسول الإله إني محبّ

لك والله شائق مستهامُ


[1] رواه البيهقي.

[2] رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه (صفة الجنة)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست