اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 237
وقد
ورد في الحديث أن رجلا أتاك، فقال: (لأنت أحب إلي من أهلي ومالي، وإني لأذكرك، فما
أصبر عنك حتى أنظر إليك، وإني ذكرت موتي وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع
النبيين وإن دخلتها لا أراك)، فأنزل الله تعالى:﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقاًO (النساء:69)[1]
وقد
قلت سيدي في ذلك مبشرا كل محبيك: (من أحبني كان معي في الجنة)[2]
وقلت
لرجل سألك: (متى الساعة؟): (ما أعددت لها؟)، فقال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا
صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، فقلت له: (أنت مع من أحببت)[3]
ولذلك
كان الصادقون من أصحابك ومن بعدهم من أكثر الناس محبة لك، وقد روي أن امرأة من
الأنصار قُتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد معك، لكنها لم تأبه لهم جميعا، بل كانت
تسأل عنك، فلما قيل لها: هو بحمد الله تعالى كما تحبين، قالت: أرونيه.. فلما رأتك،
قالت: (كل مصيبة بعدك جلل)[4]
وهكذا
فعل حبيبك زيد بن الدثنة الذي أخرجه المشركون من الحرم ليقتلوه، فقال له عدوك
اللدود أبو سفيان: أنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا بمقامك تضرب عنقه،
وأنت في أهلك، فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه