اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231
وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًاO [الأحزاب: 56]
لقد
علمت ـ سيدي ـ ومن خلال التجربة والواقع أن انشغال القلب واللسان بالصلاة عليك
أكبر مصدر للسعادة والراحة والطمأنينة.. وهي بمثابة انفتاح القلب على عالم
الملكوت.. أو بمثابة فتح النوافذ إلى تلك العوالم المقدسة التي يخفيها الدنس الذي
نعيشه.. ولذلك كان تكريم الله تعالى لك بالصلاة عليك تكريما لنا أيضا.. فمن يصلي
عليك، سينال لا محالة صلاتك عليه، بل صلاة الله عليه.
فبالصلاة عليك نذكرك..
وبذكرك نتعرف عليك.. وبالتعرف عليك نحبك.. وبحبك نصل إليك.. وبالوصول إليك ننال كل
خير في الدنيا والآخرة.
إن
المكروب منا يصلي عليك، فيجد من لذة الأنس بك ما يشغله عن كربه.
وإن
صاحب الحاجة منا تنسد في طريقه الأبواب، فإذا صلى عليك فتح الله عليه مغاليقها.
لقد
عرفنا هذا بالتجربة، وعرفناه من خلال أحاديثك الكثيرة التي تحثنا فيها على الصلاة
عليك، لعلمك بأنها طريق من طرق الوصول.. ومن سار في الطريق وصل.
لقد
أخبرتنا أن أول جزاء يناله من صلى عليك أن يصلي الله عليه، فقلت: (من صلى علي صلاة
واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات)[1]
وقلت:
(إنه أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول إنه لا يصلي عليك
أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا