responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 230

الله مناف لعدالته، فقال: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ (الأنعام: 124)

لقد قال الله ذلك لمن أنكروا أن يتفضل الله عليك ـ سيدي ـ كما تفضل على إخوانك من سائر الأنبياء والمرسلين.

لقد كان أولئك الغلاظ الجاحدون، وهم في كل الأزمنة، ينظرون باحتقار إليك، لأنهم كانوا يتصورون أن الرسول الذي يختاره الله ينبغي أن يكون من تلك الفئة المستكبرة الغنية الوجيهة، كما قال تعالى:﴿ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ (الزخرف:31)، أو كما يتصور اليهود أن الله تعالى لابد أن يختار رسولا من بني إسرائيل، وكأن بني إسرائيل وحدهم خلق الله، وغيرهم خلق الشيطان.

لقد رد الله على هذا الاحتقار، فقال:﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (الزخرف:32)

ولهذا كله نص القرآن الكريم، وبنصوص قطعية صريحة على وجوب تكريمك، واعتبره علامة الإيمان والصدق، واعتبر خلافه علامة الشك والريب والكفر..

وليس في تكريم الخلق لك ـ سيدي ـ أي زيادة لك، فأنت الغني بربك عن كل شيء.. وإنما هو زيادة لنا.. فالقلب لا يعشق إلا من يعظمه، ويراه في قمة قمم الكمال، فإن غض منه أو احتقره، لم يستطع أن يحبه.. وإن لم يحبه لم يستطع أن يستفيد منه.

ولذلك أمرنا الله تعالى بالصلاة والسلام عليك، حتى نتملئ بتعظيمك وذكرك كل حين.. فتكون صلاتنا لك هي معراج قربنا منك.. وقربنا منك هو معراج قربنا من الله.. قال الله تعالى: P إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست