responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 226

المقدس، قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قلت: نعم.. فصاروا بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا، وضجوا وأعظموا ذلك.. فقالوا: يا محمد صف لنا بيت المقدس، كيف بناؤه وكيف هيئته؟ وكيف قربه من الجبل؟ وفي القوم من سافر إليه.

فأخذت تنعت لهم بناءه وهيئته، كما كان بالفعل.. فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب.. ثم قالوا: يا محمد أخبرنا عن عيرنا.. فقلت: (أتيت على عير بني فلان بالروحاء قد ضلوا ناقة لهم، فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم، فليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء فشربت منه، ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان وها هي ذه تطلع عليكم من الثنية).. وقد حصل كل ما أخبرتهم عنه، لكن ذلك لم يزدهم إلا جحودا وعتوا.

هذه ـ سيدي ـ قطرة من بحر استبصارك وتوسمك، والطاقات التي وهبك الله، والتي لا يمكن لعقولنا البسيطة أن تدركها.. ولا أن تتخيلها.. وأنى لها ذلك، ولا يعرف النبي إلا النبي..

فنسألك ـ سيدي ـ ونتوسل بك إلى الله أن يرزقنا من البصيرة ما نرى به عيوبنا وآفاتنا والفتن المحدقة بنا.. وأن يعيننا على مواجهتها ومقاومتها وصدها.. وأن يجعلك قائدنا وهادينا في ذلك.. فلا يمكننا أن نقتحم لجة الفتن من دونك.. ولا يمكننا أن نتحقق بالنجاة، ولا بالفوز من دون أن نركب سفينتك.

ونسألك ـ سيدي ـ ونتوسل بك إلى الله أن يرينا مراشد أمورنا، حتى لا نقع في أي ضلالة، ولا أي فتنة.. وأن يجعلنا من المستبصرين المتوسمين الذين لا يكتفون برؤية الظواهر، ويغفلون عن البواطن.. أو يكتفون برؤية الحاضر دون أن يستشرفوا المستقبل.. إنك صاحب الوسيلة العظمى، والجاه العظيم.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست