responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

معجبين بها لا يشكون أن قومك سيسلموك لهم، فوضعوها بينهم، فقال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف، إن ابن أخي قد أخبرني أن الله تعالى برئ من هذه الصحيفة التي في أيديكم، ومحا منها كل اسم هو له فيها وترك فيها غدركم، وقطيعتكم إيانا، وتظاهركم علينا بالظلم، فإن كان ما قال ابن أخي كما قال فأفيقوا فوالله، لا يسلم أبدا حتى نموت من عند آخرنا، وإن كان باطلا رفعناه إليكم، فقتلتم أو استحييتم، قالوا: قد رضينا بالذي تقول، ففتحوا الصحيفة فوجدوها كما ذكرت لهم؛ فلما رأوا ذلك قالوا: والله إن كان هذا قط الا سحر من صاحبكم! فقال أبو طالب ومن معه: (إن الأولى بالكذب والسحر غيرنا، فإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر، ولولا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد صحيفتكم، وهي بأيديكم طمس الله تعالى ما كان فيها من اسم له وما كان من بغي تركه، أفنحن السحرة أم أنتم؟)[1]

ومن الأمثلة على إخبارك قريشا ليلة الإسراء بصفة بيت المقدس، مع أنك لم تكن رأيته قبل ليلة الإسراء، فقد روى المحدثون أنك بعد أن أسري بك مر عليك أبو جهل، فجاء حتى جلس إليك، فقال لك كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ قلت: نعم، قال: ما هو؟ قلت: أسري بي الليلة، قال: إلى أين؟ قلت: إلى بيت المقدس. قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قلت: نعم.. فلم ير أن يكذبك مخافة أن تجحده الحديث إن دعا قومه إليك، فقال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ قلت: نعم، قال: يا معشر بني كعب بن لؤي.. فانفضت إليك المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إليك، فقال: حدث قومك بما حدثتني، فقلت: (إني أسري الليلة بي)، قالوا: إلى أين؟ قلت: إلى بيت


[1] رواه البيهقي وأبو نعيم وابن سعد وابن عساكر.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست