responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224

محمدا ما أتبعه أبدا، فكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة.. فلما اختلط الناس، اقتحم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عن بغلته، فدنوت منه، ورفعت سيفي حتى كدت أسوره، فرفع لي شواط من نار كالبرق كاد يمحشني، فوضعت يدي على بصري خوفا عليه فالتفت إلي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وقال: (ادن مني)، فدنوت فمسح صدري، وقال: (اللهم أعذه من الشيطان)، فوالله لهو من حينئذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، فقال: (يا شيبة، الذي أراد الله بك خيرا مما أردت بنفسك؟) ثم حدثني بما أضمرت في نفسي! فقلت: بأبي أشهد أن لا اله الا الله، وأنك رسول الله، استغفر لي يا رسول الله، قال: (غفر الله لك)[1]

وحدث آخر عنك أنك مررت وأصحابك بامرأة، فذبحت لكم شاة، واتخذت لكم طعاما، فدخلت وأصحابك، فلما رأيتها قلت: (هذه ذبحت بغير إذن أهلها)، فقالت المرأة: يا رسول الله، إنا لا نحتشم من آل معاذ، نأخذ منهم، ويأخذون منا[2].

ولم يكن الأمر قاصرا على ذلك، ومع أصحابك فقط، بل كنت تنطق بأمثال ذلك أمام المشركين، وفي أشد المواقف حرجا، ومن الأمثلة على ذلك إخبارك لعمك أبي طالب بأن الأرضة أكلت الصحيفة الظالمة التي كتبتها قريش، فانطلق يمشي مع جماعة من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد، وهو حافل من قريش، فلما رأوهم أنكروا ذلك، وظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء، فقال عمك أبو طالب: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم، فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها، فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح.

وقد قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها، فأتوا بصحيفتهم


[1] رواه ابن سعد وابن عساكر.

[2] رواه احمد برجال الصحيح.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست