responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 227

المبجل المكرم

سيدي يا رسول الله.. يا من تحققت فيك العبودية بأجمل صورها وأكملها، ولذلك نلت من فضل الله وتكريمه وتبجيله ما لم يحظ بمثله بشر، بل ما لم يحظ بمثله مخلوق.. يا من آتاك الله الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود في الدنيا والآخرة.. فلا يذكر الله إلا وتذكر معه، ولا يطاع إلا بطاعتك، ولا ينال أحد رضوانه قبل أن ينال رضاك.. فأنت باب الهداية ومفتاحها، وعين الرحمة وسراجها.. ومن أراد الدخول على الحق بعيدا عنك لم يجد إلا الضلالة، ومن أراد أن يسير على السراط المستقيم بعيدا عن سنتك لم يجد إلا الهاوية.

لقد تأملت ـ سيدي ـ أصناف التكريمات التي كرمك بها ربك، فوجدت أنك حقيق بكل ذلك التكريم.. فأنت الذي صبرت على كل أنواع البلاء والسخرية والاحتقار في سبيل أن تبلغ دين ربك، من غير أن تطلب أي أجر، ولا أن تنتظر أي ثناء..

لقد كان حاديك إلى ذلك كله طاعتك لربك، وصدق عبوديتك، وحرصك على الخلق الذين كلفت بدعوتهم وهدايتهم.. ولذلك كنت تقابل كل أنواع السخرية والاستهزاء بكل أنواع الصبر والرضا.. فلا تنزعج، ولا تتضجر.

لقد ذكر الله تعالى بعض ذلك الأذى الذي كنت تتعرض له، فقال: ﴿ وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ﴾(الأنبياء: 36)، وقال:﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا ﴾(الفرقان: 41)

ولذلك كان من مقتضيات اسم الله [الشكور] أن تقابَل السخرية بالثناء، ويقابَل

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست