اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201
يأكل منه هو وامرأته ومن ضيفهما حتى كالوه فأخبروك، فقلت له: (لو لم تكله
لأكلتم منه ولقام لكم)[1]
ومثل ذلك ما حصل لأم سليم، فقد حدثت عن بعض ما رأته من بركاته، فقالت: كانت لنا شاة فجمعت من سمنها
في عكة فملأتها العكة، وبعثت بها مع الجارية فقالت: أبلغي هذه العكة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: يا رسول الله
هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم، قال: (فرغوا لها عكتها)، ففرغت العكة فدفعت
إليها فانطلقت وجاءت أم سليم، فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت: أليس قد أمرتك أن
تنطلقي بها إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فانطلقت أم سليم،
فقالت: يا رسول الله إني بعثت إليك بعكة سمن قال: (قد فعلت جاءت بها)، قالت: والذي
بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمنا، فقال لها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا أم سليم
أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه، كلي وأطعمي)، فجاءت إلى البيت، ففتت
لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا شهرا أو شهرين[2].
ومثل ذلك ما حصل يوم الخندق، حيث أطعمت ـ سيدي ـ
جيش المسلمين الذي كان يحفر يوم الخندق من طعام فئة قليلة من الناس، وقد حدث صاحب
الوليمة جابر بن عبد الله عن ذلك، فقال: كنا يوم الخندق نحفر الخندق، فعرضت فيه
كذانة، وهي الجبل، فقلنا: يا رسول الله، إن كذانة قد عرضت فيه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (رشوا عليها)، ثم قام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأتاها، وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فأخذ المعول أو
المسحاة، فسمى ثلاثا ثم ضرب، فعادت كثيبا أهيل، فقلت له: ائذن لي يا رسول الله إلى
المنزل،