اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202
ففعل،
فقلت للمرأة: هل عندك من شيء؟ فقالت: عندي صاع من شعير وعناق، فطحنت الشعير
وعجنته، وذكت العناق وسلختها، وخليت من المرأة، وبين ذلك، ثم أتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فجلست عنده ساعة ثم قلت: ائذن لي يا رسول الله،
ففعل، فأتيت المرأة فإذا العجين واللحم قد أمكنا، فرجعت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقلت: إن عندي طعيما[1] لنا، فقم يا رسول الله أنت
ورجلان من أصحابك، فقال: (وكم هو؟) فقلت: صاع من شعير، وعناق، فقال للمسلمين
جميعا: (قوموا إلى جابر)، فقاموا، فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله، فقلت:
جاء بالخلق على صاع شعير وعناق، فدخلت على امرأتي أقول: افتضحت، جاءك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالجند أجمعين، فقالت: هل كان سألك كم طعامك؟ فقلت:
نعم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قد أخبرناه ما عندنا، فكشفت عني غما شديدا.. فدخل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: خذي ودعيني من
اللحم، فجعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يثرد، ويغرف اللحم، ثم
يخمر هذا، ويخمر هذا، فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين، ويعود التنور
والقدر أملأ ما كانا، ثم قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(كلي وأهدي)، قال جابر: فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع[2].
ومثل ذلك ما حصل في
نفس الغزوة، فقد حدثت ابنة بشير بن سعد، قالت: دعتني أمي فأعطتني جفنة من تمر في
ثوبي، ثم قالت: يا بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بغدائهما، قالت: فأخذته ثم
انطلقت بها، فمررت برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (تعالي ما معك؟) فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني
به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن
[2]
رواه البخاري ومسلم وأحمد والبيهقي في السنن الكبرى والدارمي في سننه وأبو عوانة
وابن أبي شيبة في المصنف والفريابي في دلائل النبوة والأصبهاني في دلائل النبوة
وغيرهم.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202