responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197

فهي كثيرة جدا، لا يمكن حصرها ولا وصفها ولا حدها.. وكيف يمكن ذلك.. وما من فرد من أمتك إلا وهو يعيش في ظلال بركاتك التي لا تنتهي؟

وكيف يمكن ضبطها، ونحن كلما ذكرناك، وملأنا قلوبنا بك، كلما من الله علينا من نعم الظاهر والباطن ما لا يمكن وصفه ولا ضبطه ولا حده.

ولكن مع ذلك ائذن لي ـ سيدي ـ أن أشنف قلبي بذكر بعض بركاتك على حياة الناس في الجيل الذي تشرف بظهورك المبارك فيه.. وهي نقطة من بحر بركاتك.. وقبس من نورها.. وهي كافية للدلالة على ما أتاحه الله لك.. وكيف لا يتيحه، وأنت أقرب المقربين، وسيد الأولين والآخرين.

فمن تلك البركات ما حدث به جابر قال: قام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا، فأتى فاطمة، فقال: (يا بنية، هل عندك شيء آكله، فإني جائع) فقالت: لا والله، فلما خرج من عندها رسول الله a بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها، فوضعته في جفنة لها وغطت عليها، وقالت: والله، لأوثرن بهذا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على نفسي ومن عندي، فكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فرجع إليها فقالت له: قد أتى الله بشيء فخبأته لك، قال: (هلمي يا بنية)، فكشفت عن الجفنة، فإذا هي مملؤة خبزا ولحما، فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله عز وجل، فحمدت الله عز وجل وصلت على نبيه a وقدمته إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فلما رآه حمد الله عز وجل، وقال: (من أين لك هذا يا بنية؟) قالت: يا أبت، هذا من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال: (الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله عز وجل شيئا فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب،) فبعث رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى علي، ثم أكل رسول

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست