اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196
ولهذا
كان عمك يستسقي بك، وكيف لا يفعل ذلك، وهو يعلم من شأنك ما سمعه من أبيه وأمك، وقد
روي عن بعضهم قوله: (قدمت مكة وقريش في قحط، فقائل منهم يقول: اعتمدوا واللات
والعزى، وقائل منهم يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى، فقال شيخ وسيم حسن الوجه
جيد الرأي: أنى تؤفكون، وفيكم بقية إبراهيم وسلالة إسماعيل، قالوا: كأنك عنيت أبا
طالب؟ قال: إيها.. فقاموا بأجمعهم، وقمت معهم، فدققناه عليه بابه، فخرج إلينا رجل
حسن الوجه، عليه إزار قد اتشح به، فثاروا إليه، فقالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي،
وأجدب العيال، فهلم فاستسق لنا.. فخرج أبو طالب، ومعه غلام كأنه شمس دجنة، تجلت
عليه سحابة قتماء، وحوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأضبعه
الغلام وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا أغدق واغدودق وانفجر له
الوادي وأخصب النادي والبادي)[1]
وقد
قال أبو طالب في ذلك يمدحك:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم
فهم عنده في نعمة وفواضل
وقد
حدث عن بعض بركاتك عليه، فقال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي ـ يعني النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ فأدركني العطش، فشكوت إليه، فقلت: يا ابن أخي قد
عطشت.. وما قلت له ذلك، وأنا أرى عنده شيئا إلا الجزع قال: فثنى وركه، ثم قال: يا
عم عطشت؟ قلت: نعم.. فأهوى بعقبه إلى الأرض، فإذا أنا بالماء، فقال: اشرب، فشربت)[2]
هذه
بعض بركاتك على أهل بيتك قبل أن يبعثك الله رسولا إلى عباده، أما بعدها،