responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189

بمجرد دعائك من كل ما يحتاجون من الرزق..

ومما يروى في ذلك، ما حدث به بعض أهل الصفة من الفقراء، أنهم بعد صومهم، لم يجدوا ما يفطرون به، ولم يجدوا من يدعوهم إلى طعامه، لشدة الفاقة، فانطلقوا إليك، فأخبروك، ولم يكن في بيتك شيء، فقلت لهم: (فاجتمعوا)، ثم دعوت لهم قائلا: (اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك)

قال الراوي: (فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن، فإذا بشاة مصلية ورغف، فأمر بها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا، فقال لنا رسول الله a: (إنا سألنا الله من فضله ورحمته، فهذا فضله، وقد ادخر لنا عنده رحمته)[1]

لكنك مع ذلك ـ سيدي ـ ولشدة زهدك في الدنيا، لم تكن تدعو لنفسك بمثل تلك الدعوات، بل كنت تقول: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا)[2]

وقد أجاب الله دعاءك، فقد كان رزقك ورزق أهلك القوت في أكثر الأحيان لا يجاوزونه، وكنت تعلل ذلك بقولك: (ما لي وللدنيا! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)[3]

ومن تلك الحاجات التي كان أصحابك يقصدونك فيها، طلباتهم للتأمين من بعض المخاوف التي كانت تعتريهم، وخاصة في تلك البيئة التي اجتمع فيها رؤوس النفاق مع رؤوس الشرك واليهودية، ومما يروى في ذلك أن رجلا أتاك يشكو الوحشة، فقلت له: (أكثر من أن تقول: سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت


[1] رواه البيهقي في الدلائل، ورواه الطبراني وإسناده حسن.

[2] رواه مسلم.

[3] التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست